من المعلمون المفضلون؟

العلاقات الإيجابية Positive Relationship

فكروا في المعلمين المفضلين لديكم، ما الذي جعلهم مميزين؟ قد يكونوا الذين ساعدوكم على فهم مادة الرياضيات أو تعلم اللغة الإنجليزية، أو ربما سمحوا لكم بالتعبير عن آرائكم وأشعروكم بالأمان. في الحقيقة العلاقة التي يبنيها المعلمون مع الطلبة تؤثر بشكل كبير على حياة الطلبة، وقد يستمر أثرها على مدى بعيد. قد يختلف المعلمون في قدرتهم على بناء العلاقات الإيجابية بين الطلبة، حيث تلعب شخصية المعلم ومشاعره اتجاه الطلبة  دورًا مهمًا في إنشاء وتطوير هذه العلاقات، وقد يمثل بناء العلاقات مع الطلبة في بعض الأحيان تحديًا لا سيما في التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد، إلا أنكم كمعلمين قادرين على تعلم المهارات اللازمة لبناء علاقات قوية مع الطلبة سواء كان التعلم وجهًا لوجه أو تعلم إلكتروني، لذا ندعوكم لقراءة هذا المقال الذي يتحدث عن خطوات بناء العلاقات الإيجابية ويتناول مجموعة من النصائح التي تساعدكم على بناء هذه العلاقات.

ما أهمية بناء العلاقات الإيجابية مع الطلبة؟

العلاقات الايجابية أساس النجاح، فعندما يشعر الطلبة بالدعم فمن المؤكد أن تزداد دافعية الطلبة للتعلم ويحققوا نتائج أكاديمية أفضل، وتبرز أهمية العلاقات الإيجابية بين المعلم والطالب بالآتي: 

  • دعم تكيف الطلبة مع المدرسة من المعلمين والإداريين والطلبة.
  • بناء وتعزيز المعارف والمهارات الاجتماعية لدى الطلبة.
  • تعزيز الأداء الأكاديمي وتنمية مهارات التنظيم الذاتي.
  • توفير بيئة تعليمية آمنة.
  • تقليل المشاكل السلوكية لدى الطلبة.
  • تكوين صداقات مع الطلاب.
  • تقليل نسب التسرب من المدرسة وحضور الحصص.

خطوات بناء العلاقات الإيجابية مع الطلبة

كيف تعملون على تطوير علاقاتكم الإيجابية مع اﻟطﻼب في التعليم الإلكتروني أو وجهًا لوجه؟

أهم شيء لتعزيز العلاقات الإيجابية الجيدة مع الطلبة هو امتلاك ثقافة تقدر أهمية بناء العلاقات مع الطلبة وتزويد العاملين والمعلمين في داخل المدارس بالوقت والمساحة للتفاعل بشكل متكرر مع الطلبة والتركيز على دور اﻟﻤﻌﻠﻢ في التفكير بممارساته في العملية التعليمية، والتركيز على بناء شخصيات الطلبة، والترحيب بهم ودعمهم لتعزيز تواصل تعلمهم. إليكم أهم الخطوات التي تساعدكم على التفاعل مع طلبتكم وتطوير علاقات إيجابية بينكم وبين طلبتكم:

  1. معرفة الطلبة: معرفتكم كمعلمين بحياة الطلاب ومراحل تطورهم تساعدكم على بناء علاقة جيدة معهم بشكل أفضل، من خلال معرفة خصائص المراحل النمائية والسلوكية لدى الطلبة ومعرفة متى يحتاجون إلى الثناء أو التشجيع.
  2. الاستماع للطلبة: استماعكم للطلاب مهم جدًا في توطيد العلاقة معهم، والإنصات للطلبة وإعادة تلخيص ما يُقال حتى يشعروا باهتمامكم بهم، مع الانتباه لما يقولونه وما قد لا يقولونه ويظهر ذلك من خلال تعابير الوجه أو طريقة الحديث.
  3. التعاطف مع الطلبة: شعوركم بالطلبة وفهم أفكارهم والوقوف إلى جانبهم من خلال مشاركتكم للطلبة تجاربكم بشكل مباشر والتحدث إليهم يُشعرهم بالأمان النفسي الأمر الذي يُسهم في زيادة مشاركتهم في النقاشات الصفية، فيمكنكم من خلال الصف مشاركة أبرز التفاصيل من حياتكم في حواركم مع الطلبة والتحدث إليهم والضحك معهم، أما إذا كان التعليم إلكتروني فيمكنكم الاستفادة من الفيديوهات التعريفية وأنشطة كسر الجمود عبر تطبيق الزووم (Zoom) مثلًا.
  4. اختيار الطلبة لتعلمهم: منح الطلبة فرص اختيار ما يرغبون بتعلمه من موضوعات واختيار طرق عرض نتائج تعلمهم عن طريق الفيديوهات أو العروض المرئية، يُعدُّ أحد الاستراتيجيات والأساليب المنهجية في تشجيع ومساعدة الطلبة على الشعور بالتقدير وبناء الذات. كما يوفر فرص للطلبة للاستماع إلى بعضهم البعض والتعلم من تجاربهم الإنسانية والشخصية في مناقشة المواد والموضوعات التعليمية.
  5. وضع القواعد الصفية: إيجاد مجموعة من القواعد وتعليمات معايير الانضباط الصفي ومشاركتها مع الطلبة والحرص على إشراكهم في إعدادها يُسهم في تعديل سلوكيات الطلبة، ويساعد على وجود بيئة عادلة تقوم ﻋﻠﻰ احترام الطلبة لبعضهم البعض ومعرفة ما هو متوقع منهم. 

نصائح لبناء علاقات إيجابية مع الطلبة

قد تتساءلون، كيف يمكن بناء علاقات ايجابية مع الطلاب ﻓﻲ هذا العالم الرقمي عندما تكون بيننا شاشة؟ كيف يمكن بناء العلاقات مع الطلبة وهم يقضون الكثير من الوقت في مشاهدة وإعداد مقاطع الفيديو عبر اليوتيوب (You Tube) والانستغرام (Instagram) والسناب تشات (Snapchat) وغيرها؟

إنّ توظيف هذه الوسائط والتطبيقات التي يتفاعل معها الطلاب في عملية التدريس هي بمثابة مفتاح يُسهم في بناء العلاقات القوية مع الطلاب، بل إنه يساعدكم ﻋﻠﻰ الحفاظ على انضباط الطلاب وتحفيزهم في بيئات الصفوف الافتراضية والتأكد من استيعابهم للمفاهيم. إليكم هذه النصائح للتواصل وبناء علاقات إيجابية مع طلبتكم في العالم الرقمي:

  • التعرف إلى الطلاب: ابذلوا جهدًا ﻓﻲ التعرف على ظروف كل طالب وطالبة والتواصل معهم ومعرفة أمورهم الحياتية، واحرصوا على مناداتهم بأسمائهم واكتشاف اهتماماتهم واحتياجاتهم.
  • التواصل مع الطلبة: تواصلوا كثيرًا واستخدموا العديد من أشكال الاتصال مع طلبتكم، فالطلبة يحتاجون إلى الشعور بأن معلميهم متواجدين ويعملون لأجلهم، يُمكنكم التواصل معهم بواسطة رسائل البريد الإلكتروني والمنصات التعليمية ووسائل التواصل الاجتماعي.
  • الجدول الزمني: حددوا أوقاتًا للدروس المتزامنة والتواصل مع المتعلم وإنجاز المهام والمشاريع التعليمية حيث يُسهم تحديد الوقت ومعرفة الطلاب به في رفع كفاياتهم التعليمية وإشعارهم بالطمأنينة في إمكانية التواصل معكم وتلقي المساعدة.
  • إدارة المشاعر: انتبهوا إلى الأساليب والاستراتيجيات التي تستخدمونها في إدارة مشاعر الطلاب حيث تُعد من العوامل المهمة في بناء العلاقات، فهم يشعرون بالخوف عند الصراخ أو إلقاء اللوم أو عدم الاحترام، وغالبًا ما يتبنى الطلبة الاستراتيجيات التي تستخدمونها لذا احرصوا على تنمية الذكاء الاجتماعي والعاطفي أثناء تواصلكم معهم بشكل صحيح.
  • التشويق والجذب في بداية الحصص الافتراضية: ابدأوا حصصكم بأنشطة ممتعة أو قصص مشوقة أو ألغاز مع الابتعاد عن البدء مباشرة بالمادة التعليمية أو الدرس، مع الحرص على إشراك الطالب/الطالبة لجذب انتباههم وزيادة دافعيتهم للتعلم لتحقيق النتاجات التعليمية.
  • التحقق من رفاهيتهم: تواصلوا مع أولياء الأمور ومع طلبتكم واستفسروا عن رفاهيتهم وذلك من خلال استخدام قنوات التواصل المختلفة مثل تطبيقات الدردشة أو الرسائل للاطمئنان عليهم وأهم احتياجاتهم ومعرفة إذا كانت تواجههم مشاكل معينة واحرصوا على تنمية القيم التعاونية والإيجابية بينهم.
  • إضفاء الإثارة والتحدي: عززوا الروابط مع الطلاب من خلال تشجيعهم على القراءة والتعاون والإبداع مع أقرانهم واستخدموا معهم الألعاب بالإضافة إلى المهمات التي تتطلب توظيف حل المشكلات وتُسهم في تحسين تحصيل الطلبة التعليمي ومستويات تقدمهم.
  • الاستفادة من المحتوى السمعي والبصري: وظفوا الوسائط المتعددة من مقاطع الفيديو أو العروض التقديمية واحرصوا على إعداد الأنشطة والمهمات التعاونية بين الطلبة واطلبوا من الطلبة إبداء ملاحظاتهم وفتح المجال أمامهم لمشاركة آرائهم والمناقشة بالمحتوى الدراسي الذي تم مشاهدته.
  • التعرف على أُسر الطلاب: تعرفوا على أولياء أمور الطلاب وتواصلوا مع الأهل ومشاركة اهتماماتهم ومناسباتهم وشجعوهم على متابعة أبنائهم، لأن ذلك يساعد على نجاح علاقة الطالب والمعلم والتعرف إليهم أكثر. 

في النهاية، دائمًا ما يبحث ﺍﻟﻁﻼﺏ عن معلمين يتقربون إليهم ليجدوا فيهم من يحبون، فالمعلمين المفضلين لدى الطلبة هم الذين يُجسدون نموذجًا للرعاية في تواصلهم مع طلبتهم، فعند معاملة الطلبة باحترام وإيجابية وجعلهم يشعرون بالترحيب وعند الاستجابة لهم بلطف فإنهم يُبادلونكم ذلك وهكذا تتشكل اﻟﻌﻼﻗﺎت الإيجابية التي نُريد، لذا لا تترددوا في العمل على استخدام هذه الاستراتيجيات والنصائح لبناء علاقات أقوى مع طلابكم وتحسين خبراتهم التعليمية. 

المراجع +

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع